فصل: تفسير الآية رقم (19):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد



.تفسير الآية رقم (19):

{إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19)}
{الظالمين}
(19)- وهؤُلاءِ الجَاهِلُونَ لا يَدْفَعُونَ عَنْكَ شَيئاً ممّا أَرادَهُ اللهُ بِك إِنِ اتَّبعْتَ أَهْوَاءَهُمْ، وَتَرَكْتَ شَرْعَ رَبِّكَ. والكَافِرونَ يَتَولَّى بَعْضُهُمْ بَعْضاً في الدُّنيا، وَيُظَاهِرُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، أَمَّا في الآخِرةِ فلا يُغني أَحَدٌ عنْ أَحَدٍ شَيئاً. أَمَّا المُتَّقُون المهتَدُون فإِنَّ اللهَ وَليُّهُم يَنْصُرُهُم وَيُخرِجُهُم مِنَ الظُّلُماتِ إِلى النُّورِ.
لَن يُغْنُوا- لَنْ يَدْفَعُوا عَنْكَ.

.تفسير الآية رقم (20):

{هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20)}
{بَصَائِرُ}
(20)- إِنَّ هذا القُرآنَ هُدى ودَلائِلُ للنَّاسِ فِيمَا يحتَاجُونَ إِليهِ في أَمرِ دِينِهم، وَهُوَ بَيِّنَاتٌ تُبَصِّرُهُم، وَتُعَرِّفُهُم بِواجِبَاتِهِمْ نَحْوَ رَبِّهمْ، وَهُوَ هُدًى يَهدِيهم إِلى مَا فيهِ خَيرهُمُ وَصَلاحُ أمرِهِم، وَفيهِ الرَّحمةُ لِقومٍ يُوقِنُونَ بِأَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ رَبِّ العَالمينَ.
بَصَائِرُ للنَّاسِ- بَيِّنَاتٌ تُبَصِّرُهُمْ سَبيل الفَلاحِ.

.تفسير الآية رقم (21):

{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21)}
{آمَنُواْ} {الصالحات} {مَّحْيَاهُمْ}
(21)- أيَظُنُّ الذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ، وَاكتَسَبُوا الآثَامَ وَالمَعَاصِيَ في الدُّنيا، فَكَفُروا باللهِ، وكَذَّبوا رسُلَهُ، وخَالَفُوا أوامِرَه.. أَن يُسَاوِيَهُمُ اللهُ بالذِينَ آمنُوا بِهِ، وَصَدَّقوا رُسُلَه، وَعَمِلُوا الأَعمالَ الصَّالحةَ في الدُّنيا؟ إِن اللهَ تَعَالى لا يُسَاوِي بَينَ هؤُلاءِ وَهؤُلاءِ في الدُّنيا، وَفي رَحمةِ اللهِ ورِضْوانِهِ في الآخِرةِ. وَجَعَلَ اللهُ الكَفَرَةَ الفَجَرةَ في ذُلِّ الكُفْرِ وَالمَعَاصي في الدُّنيا، وفي لَعْنَةِ اللهِ وَعَذَابِهِ الخَالِدِ في نَارِ جَهنَّمَ في الآخِرَةِ، فَشَتَّانَ مَا بينَ هؤلاءِ وَهؤلاءِ، وَسَاءَ مَا ظَنَّهُ، وَمَا قَدَّرَهُ هؤُلاءِ المُجرِمُونَ، تَعَالى اللهُ مِنْ أَنْ يُسَاوِيَهُمْ بِالمُؤْمِنينَ الأَطْهَارِ.
اجترَحُوا السَّيئَاتِ- اكتَسَبُوا الكَفْرَ والمَعَاصِي.

.تفسير الآية رقم (22):

{وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (22)}
{السماوات}
(22)- لَقَد خَلَقَ اللهُ تَعَالى السَّماواتِ والأَرضَ بِالحقِّ والعَدْلِ، وَلَم يَخْلُقْهُما لِلْعَبثِ واللهُوِ، وَمِنَ العَدْلِ أَنْ لا يُسَوِّيَ في المُعَامَلَةِ بَينَ الكَفَرَةِ المُجْرِمين، وَبَينَ المُؤْمِنِينَ الصَّالِحِينَ، وَاللهُ تَعَالَى يَجْزِي كُلَّ نَفْسٍ بِأَعْمَالِها، وَلا يَظْلِمُ أَحداً شَيئاً، فَلا يَحْمِلُ عَلَى نَفْسٍ مَا لم تَعْمَلْهُ مِنْ سُوءٍ، وَلا يُنْقِصُهَا أجرَ عَمَلٍ عَمِلَتْهُ.

.تفسير الآية رقم (23):

{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23)}
{أَفَرَأَيْتَ} {هَوَاهُ} {غِشَاوَةً}
(23)- أَفَلا تَرَى إِلى حَالِ هذا الذِي اتَّبعَ هواهُ، وَأَتبَعَ نَفْسَهُ هَوَاها، فَلا يَهوَى شَيْئاً إِلا فَعَلَه، لا يَخَافُ رَبّاً، وَلا يَخشَى عِقَاباً، وَأَضَلَّهُ اللهُ فَلَمْ يَجْعَلْهُ يَسْلكُ سَبيلَ الرَّشَادِ، لأَنَّهُ قَدْ عَلِمَ أَنَّه لا يَهْتَدِي وَلَو جَاءَتْهُ كُلُّ آيةٍ.
وَخَتَمَ اللهُ تَعَالَى عَلَى سَمْعِهِ فَأَصْبَحَ لا يَتَأَثَّر بما يُتلى عَلَيهِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، وَخَتَم عَلَى قَلبِهِ فَلَم يَعُدْ يُبصِرُ حُجَجَ اللهِ وآيَاتِهِ، وَلَمْ يَعُدْ يَنْتَفِعُ بِها. فَمَنْ يَسْتَطِيعُ أن يُوَفِّقَ مِثْلَ هذَا الضَّالِّ، الخَاضِعِ لهوَاهُ، إِلى الهُدَى، وَإِصَابَةِ الحقِّ إِنْ لم يَهدِهِ اللهُ، أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ وَتُدْرِكُونَ؟
أَفَرأَيْتَ- أَخْبرنِي.
غِشَاوَةً- غَطَاءً حَتَّى لا يُبْصِرَ.

.تفسير الآية رقم (24):

{وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (24)}
(24)- وَقَالَ المُشْرِكُونَ مُنْكِرِينَ البَعْثَ والنُّشُورَ في الآخِرَةِ: لا حَياةَ أُخْرَى بَعْدَ هذِهِ الحَياةِ، فَنَحنُ نَعِيشُ في هذِه الحِياةِ ثُمَّ نَمُوتُ، وَيَحيَا أَبنَاؤنَا مِنْ بَعدِنا، وَلا مَعَادَ، وَلا يُفني العِبَادَ غيرُ كَرِّ اللَيالي، وَمَرِّ الأَيَّامِ (الدَّهْرُ). وَلَيسَ لِهؤُلاءِ القَائِلينَ هذا القَوْلَ دَليلٌ عَلَى صِحَّةِ قَولِهم أنْ لا حَيَاةَ أُخْرى، وَلا يُهلِكُ العِبَادَ إِلا كَرُّ الأيامِ، وَمَرُّ الدُّهورِ، وإِنَّهم إِنَّما يَقُولُونَ ذَلِكَ عَلَى سَبيلِ الظَّنِّ والتَّخْمِينِ وَالتَّوَهُّم. وَالظَّنُّ لا يُغنِي عَنِ الحَقِّ شَيئاً.
وَجَاءَ في الحَدِيثِ: «يَقُولُ تَعَالى يُؤْذِيني ابنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ وأَنا الدَّهْرُ، بِيَدي الأَمرُ أقلَّبُ ليلَهُ وَنَهارَهُ».
وَفي رِوَايةٍ: «لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فَإِنَّ اللهَ تَعَالى هُوَ الدَّهرُ». أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.

.تفسير الآية رقم (25):

{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25)}
{آيَاتُنَا} {بَيِّنَاتٍ} {بِآبَآئِنَآ} {صَادِقِينَ}
(25)- وَإِذا قُرئَتْ عَلَى هؤلاءِ المُشْرِكِينَ آيَاتُ القُرآنِ الدَّالَّةُ عَلَى أَنَّ البَعْثَ حَقٌّ، وأَنَّ الله سَيُعِيدُ خَلْقَ العِبَادِ يَوْمَ القِيَامَةِ لِيُحَاسِبَهُم عَلَى أعْمالِهِمْ، وَأَنَّهُ تَعَالى قَادِرٌ عَلَى إِعَادَةِ الأَبدَانِ بَعْدَ فَنَائِها إِلى مَا كَانَتْ عَلَيهِ، فإِنَّ هؤُلاءِ المُشْرِكِينَ لا يَجِدُونَ حُجَّةً يَدْحَضُونَ بِها ذلِكَ إِلا قَوْلَهُمْ: إِذَا كَانَ مَا تَقُولُونَهُ حَقّاً، فَابعَثُوا لَنَا آباءَنا الأَوَّلِينَ مِنْ قُبُورِهِمْ، وَأَعِيدُوهُمْ إِلى الحِيَاةِ حَتَّى نُصَدِّقَ مَا تَقُولُونَ.

.تفسير الآية رقم (26):

{قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (26)}
{القيامة}
(26)- فَقُلْ يَا أَيُّها الرَّسُولُ لِهؤلاءِ المُشْرِكينَ، المُنكِرينَ لِوُقُوعِ البَعْثِ وَالمَعَادِ، والحِسَابِ والجَزَاءِ، عَلَى الأَعْمَالِ... إِنَّ اللهَ هُوَ الذي أَحْيَاكُمْ وأَخْرَجَكُمْ إِلى الوُجُودِ مِنَ العَدَمِ، وَسَتَعِيشُونَ مَا قُدِّرَ لَكُمْ مِنْ حَيَاةٍ، ثُمَّ إذا انقَضَتْ آجَالُكُمْ أَمَاتَكُمْ، ثُمَّ يَعُودُ فَيُحْييكُمْ وَيحشُرُكُمْ إِليه جَميعاً يَومَ القِيَامةِ. وَيوْمُ القِيامَةِ آتٍ لا شَكَّ فيهِ وَلا رَيبَ، وَلا شَكَّ وَلا رَيبَ في نَشْرِكُمْ وَحَشْرِكُم إِلى رَبِّكُم لِيُحَاسِبَكُمْ عَلَى أَعمالِكُم، وَلكِنَّ أَكثرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ قُدْرةَ اللهِ وَلِذلِكَ فَإِنَّهُم يُنْكِرُونَ البَعْثَ، وَيَسْتَبعِدُونَ عَوْدَةَ الأَجْسَادِ إلى الحِيَاةِ بَعْدَ أَنْ صَارَتْ تُراباً.

.تفسير الآية رقم (27):

{وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (27)}
{السماوات} {يَوْمَئِذٍ}
(27)- وَاللهُ تَعَالى هُوَ مَالكُ السَّماواتِ والأَرضِ، وَهُوَ الحَاكِمُ فيهما في الدُّنيا والآخِرةِ، وَلا تَملِكُ الأَصْنَامُ والأَوثانُ والأندادُ شيئاً. وَيومَ تقومُ السَّاعةُ يَبْعَثُ اللهُ الخَلائقَ مِن القُبُورِ، ويحشُرُهُمْ إِليهِ، وَحينئذٍ يُدركُ الكَافِرُونَ، المُنكِرُونَ لِلْبَعْثِ، أَنَّهُم قَدْ خَسِروا خُسراناً مُبيناً بِكُفْرِهِمْ بِاللهِ، وَتَكْذِيبِهِمْ كُتبَهُ وَرُسُلَهُ.

.تفسير الآية رقم (28):

{وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28)}
{كِتَابِهَا}
(28)- وفِي اليَومِ الذِي تَقُوُمُ فيهِ السَّاعةُ، تَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثيةً عَلَى رُكَبِهَا، مِنْ شِدِّةِ الهَوْلِ في ذَلِكَ اليَومِ، وَتُدْعَى كُلُّ أُمَّةٍ إِلى كِتابِ أَعمالِها الذِي أودعَ فيهِ الملائِكةُ الكَاتِبونَ أعمالَ الخَلائقِ، وَيُقالُ لَهُمْ: هذِه هيَ أعمالُهُم في الحيَاةِ الدُّنيا، وَسَيُجْزَونَ بِها.
جَاثِيةً- بَارِكَةً عَلَى الرُّكَبِ، لِشِدَّةِ الهَوْلِ.
كِتَابِها- صَحَائِفِ أعمالِها.

.تفسير الآية رقم (29):

{هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (29)}
{كِتَابُنَا}
(29)- وَيُقَالُ لَهُمْ: هذا هُوَ كِتَابُنَا الذِي سَجَّلْنا فِيهِ جَميعَ أعْمالِكُم في الحَيَاةِ الدُّنيا، مِنْ غَير زِيَادَةٍ ولا نُقْصَانٍ، وَقَدْ أَمَرْنا الملائكَةَ الحَافِظِينَ بِنَسْخِ أَعْمَالِكُمْ وَإِثباتِها في صَحَائِفِكُمْ، فَهُوَ وَفْقَ مَا عَمِلْتُم بالضَّبْط.
نَسْتَنْسِخُ- نَأْمُرُ المَلائِكَةَ بِنسخٍ.

.تفسير الآية رقم (30):

{فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (30)}
{آمَنُواْ} {الصالحات}
(30)- فَأَمَّا الذِينَ آمَنَتْ قُلُوبُهُم، وَعَمِلَتْ جَوَارِحُهُم الأَعْمَالَ الصَّالحةَ، فإِنَّ اللهَ يُكَافِئُهُمْ عَلَى إِيمَانِهِمْ بأَنْ يُدْخِلَهُمْ الجَنَّةَ، والظَّفْرُ بِدُخُولِ الجَنَّةِ فَوْزٌ عَظِيمٌ لا يَعْدِلُهُ فَوْزٌ.

.تفسير الآية رقم (31):

{وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ (31)}
{آيَاتِي}
(31)- وأَمَّا الذِين كَفَروا، وَكَذَّبُوا رُسُلَهُ، وأَنكَرُوا كُتَبَه وَشَرْعَهُ فَيُقالُ لَهُم، عَلَى سَبِيلِ التَّقريعِ والتَّوبيخِ: ألم تَكُنْ رُسُلُ رَبِّكُم يَتلُونَ عَلَيكم آيَاتهِ فَكُنْتُم تَستَكبِرُونَ عَنِ الإِيمَانِ بِها، وَكُنتمُ قَوْماً مُجرِمِينَ في أَفعالِكُمْ.

.تفسير الآية رقم (32):

{وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32)}
(32)- وَكُنْتُم إِذا قَالَ لَكُمُ الرَّسُولُ والمؤمِنُونَ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ، وإِنَّ اللهَ سَيَبْعَثُكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ قُبورِكم لِيُحَاسِبَكُمْ عَلَى أَعمالِكُمْ، وإِنَّ السَّاعَةَ آتِيةٌ لا رَيبَ في ذَلِكَ ولا شَكَّ، فاتَّقُوا اللهَ وآمِنُوا بهِ، وَصَدِّقُوا رُسُلَهُ، فَكُنتمُ تَقُولُونَ عُتُوّاً واستِكْبَاراً: مَا هِيَ هذِه السَّاعَةُ التي تَتَحَدَّثُونَ عَنْها؟ إِنَّنا لا نَعرِفُها ولا عِلمَ لَنا بِها، ونَحْنُ نَظُنُّ وُقُوعَها ظَناً، وَمَا نَحْنُ بِمُوقِنينَ أَنَّها آتِيَةٌ.

.تفسير الآية رقم (33):

{وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (33)}
{يَسْتَهْزِئُونَ}
(33)- وَظَهَرَتْ لَهُم في ذلِكَ المَوقِفِ قَبَائِحُ أَعْمَالِهِمْ، وَأَحَاطَ بِهِم العَذَابُ الذِي كَانُوا يَسْخَرونَ مِنهُ، وَيَسْتَهزِئُونَ بهِ، وَيَسْتَبعِدُونَ وَقُوعَهُ حاقَ بِهِمْ- نَزَلَ بِهِمْ وَأَحَاطَ بِهِمْ.

.تفسير الآية رقم (34):

{وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (34)}
{نَنسَاكُمْ} {وَمَأْوَاكُمُ} {نَّاصِرِينَ}
(34)- ويُقَالُ لَهُم: إِنَّكُمْ نَسِيتُم لِقَاءَ هذا اليَومِ فَلَمْ تَعْمَلُوا لَهُ عَمَلاً يَنْفَعُكُم، وَلِذَلِكَ فَإِنَّ اللهَ سُبَحَانَهُ وَتَعَالى سَيُدْخِلُكُمُ النَّارَ لِيُجَازِيَكُمْ عَلَى أَعمالِكُمُ السَّيِّئةِ، وَسَيَنْساكُم فِيها لِتَخلُدُوا في العذَابِ، كَما نَسِيتُمْ أَنَّكُمْ ستُحْشَرُونَ إِلى اللهِ، وأَنَّكُمْ سَتُلاقُونَهُ في هذا اليَومِ الشَّدِيدِ الهَولِ، وَلَنْ تَجِدُوا مَنْ يُنْقِذكُمْ مِنْ هذا العَذَابِ.
نَنْسَاكُمْ- نَتْرُكُكُمْ في العَذَابِ.
مَأْوَاكُمُ النَّارُ- مَنْزِلُكُمْ وَمَقَرُّكُمْ.